من هو الشيطان؟
سؤال طالما دار في عقولنا.. دون أن نجد له جوابا.. إن الشيطان غيب عنا.. يرانا ولا نراه.. يهمس في آذاننا ويوسوس لنا دون أن نعرف أين هو؟ ولا ماذا يفعل؟ ولذلك يبقى السؤال.. من هو الشيطان؟
الله سبحانه وتعالى ـرحمة منه بعقولناـ أعلمنا من هو الشيطان.. وما هي قصة عداوته للانسان.. وكيف نشأت.. وكيف نواجهه ونتغلب عليه وعلى كل القوى الخفية والظاهرة في الكون..
الله تبارك وتعالى يأمرنا أن نستعيذ به.. ذلك لأن الله جل جلاله.. قاهر فوق كل خلقه.. المؤمن منهم والكافر.. والطائع منهم والعاصي، والذي له اختيار، والمقهور على الطاعة.. كل هؤلاء مقهورون لله سبحانه وتعالى فلا شيء في الكون يخرج عن مشيئته.. ولذلك يقول سبحانه وتعالى: { وهو القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير }. الأنعام 18.
الله سبحانه وتعالى.. لا يخرج في كونه عن مراده الفعلي، ولكن يخرج الذين أعطاهم الحق جل جلاله الاختيار عن مراده الشرعي.. أو منهجه في "افعل لا تفعل".. وهم يخرجون عن هذا المنهج باختيار الله سبحانه وتعالى.. لأنه جل جلاله..هو الذي خلقهم قادرين على الطاعة.. وقادرين على المعصية.. ولو أنه تبارك وتعالى.. أراد أن يخلقهم مقهورين على الطاعة؛ لفعل.. وهذا المعنى تجده في قول الحق تبارك وتعالى: { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظللت أعناقهم لها خاضعين } الشعراء 3،4.
وهذه الآية خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. الذي كان يحز ن في نفسه.. أن هناك من يرفضون الايمان، وكان هذا الحزن والأسى.. لأنه كان يعرف ما ينتظرهم في الآخرة من عذاب مهين خالد باق...
ولذلك ـ ولأنه رحمة للعالمين ـ كان يريد أن ينقذهم من المصير الذي ينتظرهم.
الله سبحانه وتعالى يخبره هنا بأن هؤلاء وإن خرجوا عن مراد الله الشرعي الذي أراده لهم بالايمان به، واتباع منهجه، فانهم لم يخرجوا عن مراد الله الفعلي.. لأن الله سبحانه وتعالى.. أراد لهم أن يكونوا مختارين.. في أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا.. يطيعوا أو يعصوا.. فأعطاهم الاختيار في أن يفعلوا أو لا يفعلوا.. هذا الاختيار نابع عن إرادة الله سبحانه وتعالى.. ولولا تلك الارادة ما كان هؤلاء مختارين في أن يطيعوا أو يعصوا..
إذن فلا شيء في الكون يخرج عن إرادة الله سبحانه وتعالى .
من كتاب عداوة الشيطان للإنسان للشيخ الجليل / محمد متولى الشعراوى رحمه الله
سؤال طالما دار في عقولنا.. دون أن نجد له جوابا.. إن الشيطان غيب عنا.. يرانا ولا نراه.. يهمس في آذاننا ويوسوس لنا دون أن نعرف أين هو؟ ولا ماذا يفعل؟ ولذلك يبقى السؤال.. من هو الشيطان؟
الله سبحانه وتعالى ـرحمة منه بعقولناـ أعلمنا من هو الشيطان.. وما هي قصة عداوته للانسان.. وكيف نشأت.. وكيف نواجهه ونتغلب عليه وعلى كل القوى الخفية والظاهرة في الكون..
الله تبارك وتعالى يأمرنا أن نستعيذ به.. ذلك لأن الله جل جلاله.. قاهر فوق كل خلقه.. المؤمن منهم والكافر.. والطائع منهم والعاصي، والذي له اختيار، والمقهور على الطاعة.. كل هؤلاء مقهورون لله سبحانه وتعالى فلا شيء في الكون يخرج عن مشيئته.. ولذلك يقول سبحانه وتعالى: { وهو القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير }. الأنعام 18.
الله سبحانه وتعالى.. لا يخرج في كونه عن مراده الفعلي، ولكن يخرج الذين أعطاهم الحق جل جلاله الاختيار عن مراده الشرعي.. أو منهجه في "افعل لا تفعل".. وهم يخرجون عن هذا المنهج باختيار الله سبحانه وتعالى.. لأنه جل جلاله..هو الذي خلقهم قادرين على الطاعة.. وقادرين على المعصية.. ولو أنه تبارك وتعالى.. أراد أن يخلقهم مقهورين على الطاعة؛ لفعل.. وهذا المعنى تجده في قول الحق تبارك وتعالى: { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظللت أعناقهم لها خاضعين } الشعراء 3،4.
وهذه الآية خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. الذي كان يحز ن في نفسه.. أن هناك من يرفضون الايمان، وكان هذا الحزن والأسى.. لأنه كان يعرف ما ينتظرهم في الآخرة من عذاب مهين خالد باق...
ولذلك ـ ولأنه رحمة للعالمين ـ كان يريد أن ينقذهم من المصير الذي ينتظرهم.
الله سبحانه وتعالى يخبره هنا بأن هؤلاء وإن خرجوا عن مراد الله الشرعي الذي أراده لهم بالايمان به، واتباع منهجه، فانهم لم يخرجوا عن مراد الله الفعلي.. لأن الله سبحانه وتعالى.. أراد لهم أن يكونوا مختارين.. في أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا.. يطيعوا أو يعصوا.. فأعطاهم الاختيار في أن يفعلوا أو لا يفعلوا.. هذا الاختيار نابع عن إرادة الله سبحانه وتعالى.. ولولا تلك الارادة ما كان هؤلاء مختارين في أن يطيعوا أو يعصوا..
إذن فلا شيء في الكون يخرج عن إرادة الله سبحانه وتعالى .
من كتاب عداوة الشيطان للإنسان للشيخ الجليل / محمد متولى الشعراوى رحمه الله